الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:-
قد يصاب الإنسان بخيبة أمل ودهشة وردت فعل تجرح الفؤاد ويعتصر القلب أساها عندما يسدي معروفا بصدق وحسن نية وإرادة نفع لشخص ما ويقابل هذا المعروف بالجفاء ولإعراض والتجاهل وكأن شيئا لم يكن وربما يسئ به الظن ويعتقد أن هذا الشخص شخص متلاعب ومراوغ لا يعرف للقيم ولا الأخلاق وزنا ألم بلا شك وأسلوب يحطم همم الجبال الرواسي فكيف بالإنسان الضعيف
لكن أخي الحبيب ما هو موقفك ممن يتصرف معك هذا التصرف هل تقابله بنفس الأسلوب ؟ أم تكون احلم منه ؟ فما هو إذا موقفك ؟
لتكون أنت الرابح إليك هذه التوجيهات وأظنها كفيلة بأن تعيد لك التوازن وتهدئ من روعك وحرقتك وتطفئ نار غضبك واشتياقك لمعرفة الأسباب التي جعلته يقابلك بهذه الغلظة والصد عنك .
فإليكموها
1. احمل تصرفه على أحسن محمل ولا تسئ به الظن فربما يكون معذورا والله جلا وعلى يقول (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن أثم )
2- لا تحزن من جفائه لك إذا كنت صادقا في النصح وربك يعلم نيتك وأنك لا تريد له إلا الخير وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى )
3- ليكن النبي صلى الله عليه وسلم قدوتك فها هو بأبي هو أمي لما جاء لقومه بالنور والهدى ليخرجهم من الظلامات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد آذوه أشد الأذى وأخرجوه من أرضه وصفوا له سمطين وسلطوا عليه سفهاءهم فحزن صلى الله عليه وسلم حزنا عظيما لأنهم لم يؤمنوا به فتكون عقبتهم إلى النار فقال الله له ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ) وقال تعالى (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )
4. كن ذا صدر واسع فلا تهزك الزوابع وكن جبلا شامخا لا يعلوه التراب ولا يمسك الماء في قممه بل يرسلها للسهول لترتوي وتذكر مقالة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذى عندما قال ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ولما طرد من الطائف وكان بقرن الثعالب وجاءه جبريل معه ملك الجبال فقال يا محمد إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال بأبي هو وأمي صاحب القلب الرحيم ( لا إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا )
5. لا تنس فضل من جفاك فإذا كان اليوم أساء إليك فلابد أن يكون في يوم ما قد أحسن إليك وقابل هذه بتلك ولا نتنظر بعين واحدة فلكل إنسان زلة قدم وكل بني آم خطّأ والكمال لله وحده سبحانه .
6. قابل الإساءة بلاحسان وادفع الغضب بالصبر وتذكر محاسن من أساء إليك وقد قال الله عز وجل ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) هذا إذا كان بينك وبينه عداوة فكيف إذا كان هذا الإعراض لسوء فهم .
7. إذا اعتذر فاقبل عذره مهما كان حتى وإن لم تقتنع فليس من العدل أن تعتب عليه لإساءته ولا ترضى عليه لإحسانه
8. تذكر أنه بشر وأنه معرض للزلل وأنه يحمل بين جنبيه قلب فيه مشاعر ربما مع لإساءة توقت هذه المشاعر فخرج عن طوره فراع له هذا الجانب وجعل نفسك مكانه فماذا ستصنع ؟
9. لا تثنيك هذه الصدمة التي ربما تكون أحيانا كالصاعقة على قلبك عن مواصلة الطريق وبذل الخير ما استطعت فأنت تحمل رسالة وهدفك نفع الآخرين وهذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه لما جاء كفار قريش إلى عمه أبي طالب يشتكون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سفه أحلامهم .... فكلمه عمه فقال ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) لماذا ؟ لأنه حق وأنت على حق
10. لا ترى لك فضلا على أحد لأنك إذا نظرة هذه النظرة ستنتظر من الآخرين احترامك وتقديرك وهم لا يأبهون بك ولا يرون لك فضل عليهم فهم لن يكونوا لك كما تريد
وأخيرا عذري على عدم الترتيب اني كتبتها ارتجالا وعلى عجل فما كان صوابا فمن الله واحده وما كان خطأ فمن نفسى والشيطان والله ورسوله بريئان منه