الدعوة الجهرية: بدأ النبي صلى الله عليه و سلم دعوته الجهرية بأن جمع بني هاشم و أخبرهم انه رسول الله كما كان إبراهيم أبوهم و النبيون من بعده و أن هناك موت و بعث و حساب و جنة و نار فعاهده عمه أبو طالب على أن يحموه ما كان فيهم لكنه أخبره أنه لا يستطيع أن يؤمن به و يترك دين الآباء و الأجداد. أما الدعوة الجهرية العامة : فقد وقف على جبل الصفا و أخذ ينادي الأقوام ثم أخبرهم أنه نذير لهم بين يدي عذاب شديد و لكن أبا لهب سبه أما الجميع فأنزل الله تعال" تبت يدا أبي لهب و تب" . و بعدها انفجرت مكة غاضبة مستنكرة أن أحدا منها ينكر عليها دينها ، و اجتمع كبراؤها و أخذوا يتشاورون فيما بينهم في طريقة يفشلون بها هذه الدعوة التي ستحطم ملكم و دينهم فأخرجوا عليه عدة ألقاب ليحذروا الناس منه فقالوا أنه ساحر و قالوا أنه شاعر و قالوا أنه مجنون ثم جاءوا إليه و أخبروه أنهم قد فضحوا بين العرب بسببه و تشتتوا و تفرقوا بين مكذب و مصدق له و عرضوا عليه الزواج و المال فما كان منه رد إلا أن قرأ عليهم من القرءان الكريم . ثم جعل النبي صلى الله عليه و سلم دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرا لدعوته في السنة الخامسة للنبوة ليعلم من أسلم معه دينهم و يقرأ عليهم كتاب الله تعالى. و كل الصحابة كانوا يخفون إسلامهم إلا رسول الله كان يجهر بالدعوة. ثم أذن النبي صلى الله عليه وس لم لأصحابه الذين اشتد عليهم الأذى الهجرة إلى الحبشة حتى ينجو بدينهم . و في إحدى المرات حاولت قريش اغتيال النبي صلى الله عليه و سلم عدة مرات بعدما يئسوا من أن يردعه عمه أبو طالب. و بعدها توفي أبو طالب و هم في شعب بني هاشم و بعده بشهرين توفيت خديجة رضي الله عنها ، و كان أبو طالب هو السد المنيع للدعوة و خديجة هي الحضن الحنون و الزوجة الرؤوم التي يأوي النبي صلى الله عليه و سلم إليها في البيت لتساويه و تعينه حيث كانت في الخامسة و الستين من عمرها و النبي صلى الله عليه و سلم في الخمسين. ذاك العام هو عام الحزن حيث اشتد الحزن في قلب النبي صلى الله عليه و سلم و اشتد قريش عليه في الضيق ، فضاق منهم و قرر الذهاب إلى الطائف لدعوتهم. و لكنهم قابلوه بأسوأ مما توقع فبدلا من أن يستقبلوه و يستمعوا له باحترام ، طردوه و جعل الأطفال يرمونه بالحجارة حتى نزل الدم من قدميه. و بينما كان راجعا إلى دياره و في أحد الوديان أخذ يقرأ القرءان فسمعه جماعة من الجن فآمنوا به فأنزل الله عليه سورة الجن ليواسيه و يخبره أنه : إن لم يؤمن الناس بك فهذه الجان تؤمن بك. عاد النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة حيث اقترب موسم الحج فأخذ يستعد النبي صلى الله عليه و سلم لدعوة أهل القبائل القادمين ليؤدوا الحج . و بعدها حدقت حادثة الإسراء و المعراج حيث مر النبي صلى الله عليه و سلم بالسماوات السبع و رأى الانبياء و الجنة و النار و نعيم بعض من أهل الجنة كماشطة بنات فرعون و أبنائها و رأى صنوفا من عذب أهل النار و فرض الله عليه فيها الصلوات الخمس. ثم هاجر النبي صلى الله عليه و سلم مع أبي بكر إلى مكة المكرمة و طارده المشركين حتى يقتلوه و لكنهم لم يظفروا به حتى أنهم أنشؤوا مسابقة للإمساك به و لمن يمسك به جائزة عظيمة و مع هذا لم ينجحوا في هذا الأمر. و وصل إلى المدينة المنورة سالما و فرح به المسلمون هناك و بدأ تأسيس الدولة الإسلامية حيث آخى بين المهاجرين و الأنصار و بدأ مشروع بناء المسجد النبوي. ثم تقرر الأذان الذي تعلن به وقت الصلاة. و استمرت قريش تعادي النبي صلى الله عليه و سلم و دعوته فقامت العديد من الغزوات و المعارك أثناء العهد المدني. و في إحدى السنوات قرر النبي صلى الله عليه و سلم أن يؤدي العمرة مع أصحابه لكن قريشا منعتهم ذلك حتى العام القادم و ذلك حسب صلح الحديبية الذي قام بين أهل مكة و المسلمين. لكن قريشا نقضت الميثاق فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه بالتجهز لفتح مكة و فتحت مكة و دخلها رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد حرم من وطنه 13 سنة و عفا و سامح من آذاه من أهلها و أعطى كل من يكون عند الكعبة أو في بيته أو في بيت أبي سفيان الأمان و صعد بلال رضي الله عنه فوق الكعبة و أذن الأذان بعد أن كسرت كل الأصنام حول الكعبة و داخلها. و بعدها بدأت دعوة النبي صلى الله عليه و سلم خارج حدود الجزيرة حيث بدأ يبعث الرسائل إلى الملوك في الممالك الكبيرة القريبة يدعوهم إلى الإسلام ، و بدأت الوفود تأتي إلى النبي صلى الله عليه و سلم أفواجا تعلن إسلامها أو تعلن صلحها و حلفها. و في السنة العاشرة للهجرة عاد النبي صلى عليه و سلم إلى مكة حاجا حجة الوداع ليعلم المسلمين آخر ركن من أركان الأسلام و يتم تعاليم الإسلام كاملة لأمته و بعدها يعود للمدينة ليقضي آخر أيامه فيها . بدأ المرض يزاول النبي صلى الله عليه و سلم و الحمى تزداد عليه و قد كان من أسباب مرضه أثر سم سمه به اليهود لعنة الله عليهم في شاة قدموها له ، و صلى بالناس و هو مريض أحد عشر يوما و استمر مرضه ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوما ثم وافته المنية و هو في حجؤ عائشة و على صدرها و كانت آخر وصيته هي الصلاة و ما ملكت اليمين و النساء. ثم صلى كل الصحابة على النبي صلى الله عليه و سلم لمدة ثلاثة أيام فكانوا يدخلون على غرفة عائشة على شكل مجموعات كل مجموعة تدخل تصلي ثم تخرج و تأتي التي بعدها. ثم غسلوه من غير تجريده من الثياب ثم دفنوه صلى الله عليه و سلم في نفس المكان الذي توفي فيه صلى الله عليه و سلم و أسكنا معه فسيح الجنات و جعلنا ممن يتبعونه و يحذون حذوه ما بقيت فينا الحياة و الروح.